لكن دعنا نبحث في امر يتفاخرون به ايضا و هو ان محمدا هو آخر رسول ارسله الله للانس و الجن معا
و ان الاسلام هو اخر الرسالات السماوية التي يراها الله ملائمة لكل البشر و الجن لكل الازمنة القادمة و لكل البيئات الاجتماعية و المستويات الثقافية و لكل المشاكل التي ستواجه البشر و الجن حتى قيام الساعة
و سافترض فرضا لا اقبله هو ان الاسلام فعلا هو آخر و بالتالي ارقي ما يستطيع الاله العادل الحكيم تقديمه لاسعاد البشر
وبما انه لن يستطيع تقديم افضل من هذا فلا حاجة لتغيير الرسالة التي وهي الاسلام
السؤال البسيط الذي يفرض نفسه الان لماذا محمد هو آخر الرسل ؟
فأي انسان يمتلك ذرة من التفكير لا يرى ما يمنع من بعث رسل او انبياء
لتوضيح نفس الرسالة الاسلام في كل زمان ومكان
ما هو المانع المقنع الذي يراه العادل الحكيم في ارسال شخصية توضح الاعجاز القرآني و ما استغلق علينا فهمه من القرآن بدلا من
يتنازع البشر في فهم الايات و يرمي كل طرف الاخر بان القرآن لا يعلم تأويله الا الله و ان تفسير المفسرين قد يخطئ و يصيب لانهم بشر غير معصوم؟
طبعا وجد محمد تبريرا منطقيا جدا لاهل زمانه في كونه اخر الرسل لانه في لآخر الزمان و بالتالي لا يوجد داع لوجود رسول آخر لأن الزمان حتى قيام الساعة قد اقترب و لا يتسع لمن يليه
حدثنا سويد بن سعيد وأحمد بن ثابت الجحدري قالا حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول صبحكم مساكم ويقولبعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى ويقول أما بعد فإن خير الأمور كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وكان يقول من ترك مالا فلأهله ومن ترك دينا أو ضياعا فعلي وإلي * ( صحيح ) _ الارواء 608 وأخرجه مسلم ( 7 ) باب اجتناب البدع والجدل
لمزيد من الادلة
طبعا سيبرر البعض هذا بأن العمر الكوني بالمليارات
او ان عمر البشرية بالملايين و بالتالي الف سنة او الفين ليست بشئ
لكنهم لن يستطيعوا مثلا تبرير وجود تلك الاعداد الهائلة من الرسل في فترات اقل كثيرا بل ان في بعض الفترات كان الانبياء موجودون في نفس الوقت
كلوط و ابراهيم أو عيسى و يحيى أو يعقوب و اسحق و يوسف
أوموسي و شعيب
فبالتأكيد الذي يرسل الرسل في هذه الفترات المتقاربة
لن يدع البشرية كل هذه المدة بدون رسل
لأن هذا يتنافى مع العدل و الحكمة التي يتفاخر بهما اتباعه
محمدبشر مثلنا يوحى اليه ما المانع ان يوحى لغيره لاكمال نفس الرسالة؟
ماهي الاشياء التي ميزت محمد بحيث لا يمكن تكرارها لكي يكون خاتما للرسل للانس و الجن ؟
ايهما اقرب للعدل و الحكمة
ارسال رسول مؤيد لنفس الرسالة
ام ترك البشر يتخبطون لمعرفة الحقيقة؟
ايهما اقرب للعدل و الحكمة
ان العادل الحكيم لم يرسل احدا في اي زمان او مكان
ووضع في كل انسان او حيوان او انس او جن بالتساوي غريزة
وعقلا يوجهها نحو الافضل لا تحتاج لا لغة و لا معجزة
ام انه ارسل رسلا في ازمنة سابقة و اختص لغات بعينها لنقل ما يريد للبشر ثم قرر التوقف فجأة زمانا و مكانا عن تكرار نفس الشئ الذي ارتضاه لبعض خلقه ومنعه من الآخر
المنطق القرآني يناقض نفسه
وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه أو لم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى{ 133 }ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى { 134 }
{ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله } قبل محمد الرسول {لقالوا }
يوم القيامة {ربنا لولا } هلا {أرسلت إلينا رسولا فنتبع
آياتك } المرسل بها {من قبل أن نذل } في القيامة
{ونخزى } في جهنم
(ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله) أي: من قبل بعثة محمد
صلى الله عليه وسلم (لقالوا) يوم القيامة (ربنا لولا أرسلت إلينا
رسولا) أي: هلا كنت أرسلت إلينا رسولا في الدنيا (فنتبع آياتك)
التي يأتي بها الرسول (من قبل أن نذل) بالعذاب في الدنيا
(ونخزى) بدخول النار.
الايات هنا واضحة و قد ارفقت التفسير من واقع الكتب حتى لا اتهم باننا لانفهم معنى الايات
من حقنا ان نتساءل نفس التساؤل و نعترض نفس الاعتراض
الذي وافق عليه القرآن
لقد اعتبر القرآن ارسال الرسول هو الحجة الوحيدة المقبولة حتي اذا توافرت الادلة و من رسل سابقين و البينات
لكن اعطى القرآن العذر ووضحه وبين ما هو دور الرسول
هو اقامة الحجة
ولم يقبل البينة او اثار المعجزة علي السابقين كحجة
نحن الان في نفس الموقف لا يوجد رسول و مطالبين بالايمان بمعجزة ظهرت لغيرنا و ان القرآن أعجز فصحاء العرب ان يأتوا بمثله
فهل اذا طالبت الله بتطبيق هذه الاية و عدم الاكتفاء ببينة ما في الصحف الاولى أكون متجنيا ؟
انا في انتظار الرسول كي لا أضل وأخزى