عندما نتحدث عن كتاب الهي فنحن نتحدث عما يفترض أن يكون كتاب كامل مكمل لا أخطاء أواشكالات فيه, بل ويجب ان تتوافر فيه كافة صفات الإقناع باعتبار انه المعجزة الوحيدة لمحمد, ولكن ليس هذا هو الحال مع القرآن
للأسف مازال مغيبوا العقول في العالم يعتقدون ان الله هو الوحيد القادر على الإشعار, غير مدركين لتفاهة هذا المنطق الذي يصدقون به بدون تشكيك, ولكن بمجرد تدقيق النظر فستخرج بكم لا بأس به من الأخطاء المنطقية الجلية الصريحة
في هذا الموضوع سأوضح عدة نقاط خفيفة.. سأدلل بما لا يدع مجالاً للشك ان محمد هو من كتب القرآن وبإعتراف محمد نفسه.. فقط ركز معي قليلاً
اذاً قلت لك : قال ياسر انه ملحد, هل تبدوا تلك الجملة منطقية لك ؟ اذا كنت عاقلاً فستقول بالطبع لا, لأني انا المتحدث واتيت بالضمير على نفسي في "قال".. وكأني اتحدث عن ياسر آخر, لأنه من المفترض ان اقول : انا ملحد, وليس : قال ياسر انه ملحد
اذاً, انظر الى ذلك الجزء من القرآن والذي يحكي عن سوء التفاهم الذي حدث بين الله وبين ابليس عندما رفض أن يسجد ابليس
"قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ"
على من يعود الضمير في "قَالَ" ؟ ولماذا ذكرها الله وكأنه يتحدث عن شخص آخر ؟ هل أدركت الإشكالية هنا ؟
لم يكن المثال واضح بما يكفي ؟ اذاً دعنا نلقي نظرة على جزء آخر من القرآن.. وتذكر.. من المفترض ان كل حرف مذكور في القرآن هو مذكور على لسان الله
الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴿1﴾ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ ﴿2﴾ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ﴿3﴾
هل يمكن للأمور أن تكون اكثر وضوحاً من ذلك ؟ القرآن يقول "إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ" ؟ الضمير في إنني يعود على محمد, الا يتضح لكم ان محمد هو من كتب القرآن وبإعترافه شخصياً ؟ الا يتضح من هذا الجزء انه كان يدعي ان الله ارسله ووقع في هذا الخطأ غير المغتفر ؟
فكر عزيزي المسلم, بالتأكيد ستحاول ان تقنع نفسك بأن هناك مخرج من تلك الأزمة, لكن ان فكرت بعقلانية لثواني ستعرف ما اتحدث عنه
تحياتي
وكل ربيع وانتم بخير
ياسر