سؤال ضرب مخيلتي وكان لابد أن اجيب عليه لكي اتأكد تماماً من صحة اختياري, اذا كان الإسلام مزيفاً.. فلم استمر كل هذه السنين ؟
رغم سذاجة أحكام الإسلام وسهولة كشفها, الا انها نجت عبر العصور ولم تهتز كثيراً من جراء كل هذه الهجمات, فمهما كان الخطأ الفادح والصريح او الشرخ البين في الإسلام فستجد رداً عليه اذا سألت أحداً ما
سأوضح هذه النقطة بإختصار.. أخبرني أحد الزملاء المسلمين أنه يرفض المسيحية لانها تصف الرب بصفات لا تليق به, اي انه يسكر وينام ويموت.. إلخ, فقلت له أن الإسلام نفسه يصف الرب بصفات لا تليق به ايضاً, حيث ان القرآن قال “يا حسرة على العباد” فهل يليق بإله أن يتحسر يا ترى ؟
كانت اجابته اني لا يجب أن أفسر القرآن بنفسي, ويجب أن أتهم جهلي بالدين وجهلي باللغة العربية عندما أجد خطأً في الإسلام,لكن كيف لي أن اسأل عن معنى قول الله “يا حسرة على العباد” ؟ هل أنا غبي لدرجة أني لم أفهم تلك الجملة البسيطة ؟
أعتقد أن السبب واضح يا أعزائي, لقد أنزل الإسلام من قيمة عقولنا وجعلنا نتهم عقولناً بالنقصان اذا وجدنا ما يعيبه, وجعلنا نصف عقولنا بـ”المحدودة” لعدم قدرتها على تصديق ذلك
مثال آخر, الإسلام يصرح بما لا يدع مجالاً للشك لأي عاقل أن الشمس تتحرك وأن الأرض ثابته, وهو مايخالف الحقيقة العلمية المعروفة والتي تقول أن العكس صحيح وأن الشمس ثابته وحركة الأرض هي التي توهمنا بأن الشمس تتحرك
ويتضح ذلك جلياً في قول القرآن “والشمس تجري لمستقر لها” وايضاً قول “وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين” وايضاً هذا الحديث الصحيح لمحمد : عن أبـي ذرّ الغفـاريّ، قال: كنت جالساً عند النبـيّ صلى الله عليه وسلم فـي الـمسجد، فلـما غَرَبت الشمس، قال: " يا أبـا ذَرّ هَلْ تَدْرِي أيْنَ تَذْهَبُ الشَّمْسُ؟ " قلت: الله ورسوله أعلـم، قال: " فإنها تذهب فتسجد بَـينَ يَدَيْ رَبِّها، ثُمّ تَسْتأذِنُ بـالرُّجُوعِ فَـيُؤْذَنُ لَهَا، وكأنَّها قَدْ قِـيـلَ لَهَا ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَطْلُعَ مِنْ مَكانِهَا، وَذلكَ مُسْتَقَرّها "
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3199
خلاصة الدرجة: [صحيح] ؟
كان كافياً لذلك الحديث ان يهدم الإسلام من جذوره, ولكن بالرجوع الى ردود المسلمين ستجد العجب العجاب, فمنهم من سيقول انه مجازاً ومنهم من سيعمل على الحروف الصغيرة ويفسر لك الفرق بين الحرف “و” وبين “ثم” والعلاقة بينهما في عشر صفحات, وآخرون يعدونك بأن العلم قد يكتشف يوماً ما أن الشمس تذهب الى ربها بعد الغروب ☺ وتستمر حلقات الضحك على العقول لحفظ الدين
ولكن ان استخدمت عقلك “المحدود” ستكتشف بكل بساطة ان نبي الإسلام كان يعتقد أن الشمس تتحرك وتذهب لربها بعد الغروب, أرأيت كم هو سهل أن تهدم الإسلام ؟ ارأيت مدى بساطة كشف حقيقة هذا الدين ؟ لكن عندما تسأل شخص مؤمن لن يعترف ببساطة.. بل سيأتي لك بأبخس الحجج واتفهها لكي يدافع عن دينه, وستجد في مدونتي الكثير من تلك الردود التي يحاول الزملاء فيها أن يردوا على تلك “الشبهات” على حد تعبيرهم
يا أعزائي نحن نحاول أن نكتشف الحقيقة, لا أن نحرف الحقيقة لكي تكون في صالحنا, علينا أن نكون صريحين مع أنفسنا قبل أن نجاوب على تلك الأسئلة, نحن لسنا في حرب ولسنا طرفين يتنازعان والبقاء للأقوى.. اذا استطاع احد ما أن يبين أن منهجي خاطئ فلن أحاول ان اكذبه بأساليب تافهة, ولن أحاول أن اتلاعب بالكلمات لكي اثبت وجهة نظري, ففي النهاية نحن نسعى وراء نفس الهدف
انا لست عدواً للمسلمين ولا للإسلام, ولكني في عبارة أصح, لست أعز صديق لهم, هجومي على الإسلام لا يعني انني حاقد عليه, ولكني ببساطة اصابني اليأس من رؤية العالم ينهار بسبب الأديان, والمفارقة العجيبة انه عندما تسأل شيخاً مسلماً عن اسباب انهيار اوضاعنا سيجيبك وبكل ثقة : انه بسبب البعد عن الله يا بني
لذلك عزيزي المؤمن, عليك بإستخدام عقلك وعدم الإتكال على من يحرف لك المعاني ليرضيك, ولا أعتقد انك سترضى بحقيقة مشوهة ومحرفة تحريفاً واضحاً, واتمنى ان تكون من النوعية التي تبحث عن الحق, ولست من النوعية التي تبحث فقط عما يؤيد ما تعتقد انه الحق
تحياتي
ياسر