خمسة أدلة على عدم وجود الله - الجزء الثاني

نكمل معكم أعزائي ما بدأناه في المقالة السابقة بخصوص الأدلة على عدم وجود الإله, لقراءة الموضوع السابق تفضل هنا


سادساً: جرب الإعتماد على الله

لنفترض أن أحد أقرابائك تعرض الى حادث في المنزل.. وأمامك احدى الخيارين:

أ - تدعوا الله أن يشفيه ويرجعه كما كان, لأن الله على كل شيء قدير ويستطيع أن يشفي المريض اذا أراد, ولن يحتاج الى تدخل البشر الضعفاء في حكمته

ب - تتصل بالإسعاف أو تسارع الى أخذه الى المستشفى, وفي ذلك ابتعاد عن مشيئة الله ومحاولة للإعتراض على جبروته, وعبارة عن اللجوء الى العقل البشري المحدود للبحث عن العلاج وتجاهل قدرة ذلك الإله على شفاء المرضى

من المنطقي أن تختار الجواب الثاني متحججاً بالحجة القديمة "الأخذ بالأسباب", مما سيضعك أمام سؤال محير, إذا كان هناك إله, فهل سيحتاج هذا الإله الى التدخل البشري لتنفيذ مشيئته ؟

من يتحكم بالآخر ؟ هل يتحكم الإله بمشيئة البشر أم يتحكم البشر بمشيئة الإله ؟ هل لاحظت انه اذا رأيت شخصاً ملقاً بالشارع ومصاب بنزيف شديد فسيموت ذلك الشخص بعد فترة اذا لم تسارع به الى العلاج, ولن يموت اذا تم علاجه ؟ أي ان المفارقة العجيبة هنا هي في أن الله قد شفا ذلك المريض عندما تدخل البشر وعالجوه, ولم يشفي الله هذا المريض عندما لم يتدخل البشر لعلاجه.. ألا يعني هذا أننا نتحكم بمشيئة الله وليس العكس ؟



سابعاً: انظر الى نسب حدوث الكوارث بين الأديان

في كل الأديان تقريباً نجد أن الإله الخاص بتلك الديانة يعاقب الكفار بإستخدام الكوارث الطبيعية كالفيضانات والزلازل والأمراض وغيرها.

لكن بالنظر الى نسبة وقوع الكوارث فسنجد انها لا تفرق بين مسلم أومسيحي أويهودي أوبوذي أو حتى ملحد, فكما تحدث زلازل اليابان لمعاقبة اليابانيين الكفار, تحدث التسونامي في اندونيسيا لمعاقبة المسلمين, وكما تدمر الأعاصير كنائس المسيحيين, تدمر الفيضانات مساجد المسلمين, وكما تهتك مجاعات أفريقيا بالوثنيين, تنهش مجاعات الصومال المسلمين.

المخرج الوحيد من تلك الإشكالية هي لجوء المؤمن الى التحجج بحجة "هذا إبتلاء وإختبار وهذا عقاب".. لكن السؤال هنا: اذا قال المسيحي ان مصائبه ابتلاء ومصائب الأخرين عقاب, وقال المسلم أن مصائبه ابتلاء ومصائب الأخرين عقاب, وقال الهندوسي والبوذي والسيخي نفس الكلام, ألا تجد أن تلك الحجة تفشل في اثبات منطقيتها ؟ هل يترك الله توقيعه خلف كل حادثة ليشير الى نوعها ما اذا كانت ابتلاء أو عقاب ؟



ثامناًَ: اكتشف وهم "الغيبيات"

لاحظ أن كل الأديان تضرب على ذلك الوتر الحساس, حيث أنها تعتمد على جانب الجهل الموجود في كل انسان وتستغل خوف البشر من المستقبل لكي تقودهم كقطيع الأغنام, لا يدري الى اين يذهب ولكنه لا يعرف طريقاً أخراً غير اتباع خطوات الراعي.

لإختبار نفسية الإنسان وإثبات تلك النقطة بإختصار وبدون اللجوء الى النظريات العلمية المعقدة, ركزمعي في المثال التالي... تخيل انك قد دخلت الى غرفة مظلمة لا ترى يدك فيها من شدة الظلمة, من الطبيعي جداً ان يتملكك الشعور بالخوف مما قد يواجهك في تلك الغرفة, فيبدأ عقلك في محاولة اعطاء تفسير لما يحدث في تلك الظلمة الشديدة.. فتارة قد تشعر بأن هناك من يراقبك, وتارة أخرى تتخيل وجود أشباح أو عفاريت بجانبك, واذا اصطدمت بشخص أخر فقد تصرخ أو تشعر بالمفاجأة, على الرغم ان تلك الغرفة كانت فارغة ولا يوجد بها أحد يوم دخولك اليها.

نفس الكلام مع ما يسمى بـ"الحياة ما بعد الموت".. فكما نرى من المثال السابق فإن الجهل هو العدو اللدود للإنسان, أنت تجهل ما قد يحدث لك بعد موتك, فتحاول جاهداً أن تملأ ذلك الفراغ بالتفسيرات غير المنطقية.. وهل هناك أفضل من الأديان لإعطاء ذلك النوع من التفسيرات ؟

استغل الناس قديماً تلك المعضلة في العقل البشري اسوأ استغلال, وأوهموا البشر بأن هناك أهوال ومصائب وعقاب وعذاب وجنة وغلمان وحوريات وإله غاضب يحاسب عباده على ما اقترفوه من ذنوب في دنياهم, ولاحظ أن السؤال الأكثر تداولاً بين المتدينيين في نقاشاتهم هو "ماذا بعد ان نموت؟".. بمجرد سماعك للسؤال يبدأ عقلك بمحاولة ايجاد جواب منطقي له.. ولكن لو فكرت قليلاً ودرست المسألة منطقياً ستجد أنه مسألة اشباح بلاد العجائب والنار التي تناقش ربها وتطلب منه المزيد من الناس ابعد ما تكون للمنطق السليم الذي لم تلوثه الأديان والأساطير والخرافات. وقد نتوسع في هذه المسألة في موضوع لاحق لتفنيدها بالتفصيل.



تاسعاً: تعمق في العلم

العلم نقيض الجهل, والجهل أعز صديق للدين, وكما نرى من النقطة السابقة فإنه من دون الجهل لما استمرت الأديان الى يومنا هذا, بمجرد تعمقك في دراسة الظواهر الكونية ستبدأ تلقائياً بإيجاد أجوبة شافية لما تجهله من احداث, فتبدأ رويداً رويداً بإستبدال الإسطورة بالتفسير العلمي , فبدلاً من ان تعتقد ان رب الرمال غرف من طين الأرض بيده ليشكل الإنسان, ستعلم أن الإنسان تطور على مر السنين ليصل الى شكله الحالي, وبدلاً من اعتقادك ان الشمس تجري الى الله كل يوم لتستأذن منه ان تعود الى الأرض لتشرق للناس, ستعلم أن الأرض تدور حول نفسها وحول كرة غازية ملتهبة تكونت من سديم في مجرة درب التبانة من 5 مليارات سنة تسمى بالشمس, ولاحظ الفرق الكبير بين التفسير العلمي الواضح وبين التفسير الديني الأسطوري الساذج.

لذلك نجد أن نسبة الإلحاد مرتفعة بشكل رهيب بين العلماء, لدرجة تصل الى 93% من مجموعهم .. وتجد أن نسبة التدين مرتفعة في البلاد المتخلفة كمملكة الرمال الكبرى وغيرها من بلاد الرمال كمصر والصومال والسودان وغيرها, ومع ذلك تجدهم يصرون وبكل استفزاز ادعاء ان الدين يتوافق مع العلم ويشجع عليه.



عاشراً: تمعن النظر في عنصرية الإله

بمجرد قراءتك للقرآن او الإنجيل ستلاحظ أن الإله تم تصويره على أنه شخص وكائن مادي يكره ويحب, فمن اليهود "شعب الله المختار" الى المسلمين "خير أمة أخرجت للناس" تلاحظ بوضوح ان ذلك الإله الخيالي متحيز للجماعة التي ادعت وجوده, فإله المسلمين يكره اليهود ويحض المسلمين على مقاتلتهم وكرههم, ويتوعدهم بشتى أنواع العذاب في الفرن الإلهي الخاص به, وهو مايثبت ان ذلك الإله تم اختلاق وجوده لتحقيق أهداف سياسية بحتة.. وبهذه المناسبة سأذكر لكم حديثاً مضحكاً من أحاديث محمد:

لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود ، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي : يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله

الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7414
خلاصة الدرجة: صحيح



وبهذه الكوميديا المحمدية اوصيكم ونفسي بتشغيل عقولكم وانتشالها من مستنقع الأديان التي لوثته وأودت بنا الى مزابل الأمم لنستحق بجدارة لقب "الأمة التي ضحكت من جهلها الأمم", واعلموا يا معشر العقلاء انكم انتم الأعلون ولو كره المتخلفون, واستودعكم العقل.


ياسر